29 - 06 - 2024

إيقاع مختلف | من الإسكندر إلى بوتين مرورا بنابليون

إيقاع مختلف | من الإسكندر إلى بوتين مرورا بنابليون

(أرشيف المشهد)

  • 3-11-2015 | 19:00

"كان نابليون بونابرت يحسد يوليوس قيصر ، وكان يوليوس قيصر يحسد الإسكندر الأكبر، وكان الإسكندر يحسد هرقل، ولم يكن لهرقل وجود أصلا" بهذه الكلمات كان برتراند راسل يعبر عن هوس المجد حين يعانقه حسد شخصى مريب.

والحقيقة أن كل محاولات إقناعنا بأن عصر الشخصيات الفارقة أو عصر الزعامات الاستثنائية قد مضى إلى غير رجعة، وحل محله عصر المؤسسات التى لا تتأثر كثيرا باسم من يجلس على رأسها، ولا بسماته الشخصية، تتحطم كل يوم على صخرة الواقع الدولى فى شتى دول العالم.

مازال الواقع يحدثنا عن تغييرات جوهرية فى حيوات الدول والشعوب ترتبط ارتباطا جوهريا بشخصية من يقودون مسيرة هذه الدول وهمته وثقافته ورؤيته وطموحه الشخصى أو العام.

وما زالت الحاجة إلى التوافق بين اللحظة التاريخية والشخصية التاريخية قائمة فى كثير من المجتمعات ، لاسيما تلك التى لم تكتشف بعد قدراتها الذاتية على صنع التاريخ، وعلى الإيمان بالأفكار مجردة من أﻷشخاص.

والحقيقة أن المبالغة فى الإيمان بأهمية هذه الشخصية يسهم فى صناعة الآلهة، كما أن إنكار هذه الأهمية يعد إنكارا للواقع وتجاهلا لمعطياته.

وربما كانت محاولات الرئيس الروسى الحالى فلاديمير بوتين المستميتة ونجاحاته المتوالية فى الخروج بروسيا مما كانت قد وصلت إليه تأكيدا عصريا جديدا على هذا الارتباط الوثيق بين القادةومجتمعاتهم، فروسيا بوتين تختلف اختلافا جذريا عن روسيا سابقيه خلال العقود الثلاثة الماضية.

والحقيقة الأهم أننا نتمنى أن تصل مجتمعاتنا إلى اللحظة التى تكتشف فيها ذاتها وتؤمن بقدرتها هى على صناعة التاريخ، لكننا وإلى أن يحدث ذلك نظل بحاجة أكبر إلى اختيار أفضل الطاقات التى تملكها مجتمعاتنا لكى  تسند إليهم قيادة أية مؤسسة من مؤسسات المجتمع فضلا عن قيادة المجتمع ذاته.

لقد عانت مجتمعاتنا طويلا من إسناد الامور إلى غير أهلها بدعاوى مختلفة، فهل آن الأوان لتعود الأمور إلى أهليها؟

مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة





اعلان